الابراج : الأبراج الصينية : عدد الرسائل : 193 العمر : 35 العمل/الترفيه : طالبه جامعيه نقاط : 18172 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
موضوع: الأدب * تعريفه .عناصره.اساليبه.عالمه.انواعه... الأحد أغسطس 24, 2008 12:52 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأدب الأدب تعبيرٌ راق عن المشاعر والأفكار والآراء والخبرة الإنسانية. وهو في معناه العام يشمل كل ما كُتب عن التجارب الإنسانية عامة، ويشمل أيضًا الكتابات المختلفة من معلقات العرب وملاحم الإغريق وما سجله المصريون القدماء، وكذلك روايات نجيب محفوظ، ومغامرات ماركو بولو، ومسرحيات وليم شكسبير، ومقامات الحريري ورحلات ابن بطوطة والكتب الهزلية والسير الذاتية وما إلى ذلك.
أما الأدب بمعناه الضيق، فله أنماطه المختلفة. فقد تقرأ أدبًا كُتب بلغة ما، مثل الأدب الفرنسي . وقد ندرس كتابات تتناول شعبًا، مثل أدب الهنود الأمريكيين . وقد نتحدث في كثير من الأحيان عن أدب حقبة معينة من الزمن، مثل أدب القرن التاسع عشر الميلادي مثلاً، هذا ويمكن أن نشير إلى أدب يتناول موضوعًا معينًا مثل أدب الرحلات، أو قصص الخيال العلمي أو أدب المقاومة.
فالأدب هو أحد الفنون الجميلة، أو ما يمكن أن يشار إليه بالكتابة الجميلة. وإننا لنميز بين الأدب والكتب الهزلية تمامًا، كما نميز بين لعبة كرة القدم التي يمارسها لاعبون محترفون وأخرى لا تعدو أن تكون لعبة في الكرة يمارسها اللاعبون في حديقة المنزل أو في فناء الدار. وحين نصف قطعة مكتوبة بأنها أدب فإننا نمتدحها بإطلاق هذا الوصف عليها.
يُقسّم الأدب إلى نمطين رئيسيين: الأدب الخيالي والأدب غير الخيالي. فالأدب الخيالي يعني الكتابة التي يبتدعها الفنان من مُخيِّلته. وقد يُضمِّن المؤلفون كتاباتهم حقائق تتناول أشخاصًا أو أحداثًا حقيقية، غير أنهم يمزجون هذه الحقائق بوضعيات خيالية. وجدير بالذكر أن معظم الأدب الخيالي هو كتابات سردية شأن الروايات والقصص القصيرة، كما يشمل ذلك الكتابات المسرحية والشعر أيضًا. أما الأدب غير الخيالي فهو الكتابات التي تقدم حقائق تتناول مواضيع تدور حول الحياة الواقعية. وتشمل الأنماط الرئيسية للأدب غير الخيالي المقالة والتاريخ والتراجم والسير واليوميات.
الاستمتاع بالأدب
لماذا نقرأ الأدب. نقرأ الأدب عادة لأسباب عديدة تتبدل بتقدم العمر أو بتغير اهتماماتنا، وربما كان السبب الأساسي الذي يدفعنا للقراءة هو المتعة، فنحن نقرأ أساسًا لأننا نستمتع بالقراءة. وتأخذ القراءة التي تستهدف المتعة أشكالاً متنوعة. فقد يكون الهدف منها تمضية أوقات الفراغ، أو الهروب من الجدران التي تحيط بنا من كل جانب. فالقراءة بمثابة طائرة تطير بنا بعيدًا عن دواخلنا لتحملنا إلى عوالم أناس آخرين. نقرأ في كثير من الأحيان؛ لاكتساب المزيد من المعلومات والمعرفة. فقد يُمتعنا أن نتعرف على الحياة في جبال الألب السويسرية، أو على حوض نهر المسيسيبي، كما أننا ربما نجد حلولاً ممكنة لمشكلاتنا حين نلتقي بأناس في الكتب يواجهون مشكلات تشابه تلك التي نعاني منها. ومن الممكن لنا أن نفهم عن طريق الأدب أوضاعًا قد لاندرك كنهها في بعض الأحيان حين تواجهنا في حياتنا العادية. وقد نقرأ ببساطة لأننا نستمتع بقراءة الكلمات المنظومة، فربما نستمتع بقراءة مقاطع لا معنى لها، كما يحب الأطفال سماع الأناشيد المنظومة وهم لا يفهمون معنى كلماتها في الواقع.
سبيل القراءة المبدعة. ليس هنالك عمل أدبي له حكمته أو جماله في حد ذاته، وأعظم قصيدة أنشئت منذ عرف الإنسان الشعر، لا تعدو أن تكون مجرد رقعة كُتب عليها كلام مطبوع، إلى أن يتفاعل القراء معها. ولكي تصبح الكتابة أدبًا، لا بد لها من قارئ. والقارئ يساعد على إبداع الأدب بتفاعله مع أفكار الكاتب وعواطفه ومعتقداته. والقارئ المبدع، هو ذلك الذي يراعي ما يريد الكاتب أن يقوله، و كيف يعبر عما يريد أن يقول. فالقراء المبدعون إنما يضيفون خبراتهم الخاصة في الحياة ولغتهم إلى الخبرات التي يعرضها الكاتب على صفحة الورق المطبوعة. وهم يقيسون مدى الصدق في موقف الكاتب بناءً على ما يحملونه هم أنفسهم من أفكار عن الحقيقة الصادقة. والقراءة المبدعة هي التي تحقق أعمق استمتاع بالأدب.
الحكم على الأدب. القراءة نشاط شخصي، إذ لا توجد أحكام نهائية يمكن من خلالها الحكم على قطعة مكتوبة. ويتدخل الذوق أو الطريقة السائدة في وقت ما لتؤثِّر في الأحكام النقدية المتعلقة بالعمل الأدبي. فقد يبدو عمل ما عملاً مأساوياً لدى جيل معين من القراء، ثم ما يلبث أن يُعَدَّ عملاً هزلياً لدى الجيل الذي يليه. وقد تتصدر بعض الكتب لوائح أعلى الكتب مبيعًا بين عشية وضحاها، إلا أن شعبيتها هذه لا تعني بالضرورة أنها أعمال عظيمة. وتحتفظ كتب أخرى بأهميتها لأسباب لا تمت للأدب بصلة. ويقرأ الكثيرون من الطلاب مثلاً ثلاثية نجيب محفوظ أو رواية وإسلاماه لعلي أحمد باكثير لأسباب تتعلق بالأمور التاريخية بشكل رئيسي. غير أن النقاد والقراء يتفقون على كتابات معينة يَعُدُّونها تقليدية فذة أو أدبًا من الطراز الأعلى. نشرت الآلاف من القصص مثلاً، عن محبين شبان، وقف ذووهم في وجه علاقاتهم العاطفية، غير أن معظم هذه الكتابات طواها النسيان بسرعة. أما مسرحية شكسبير روميو وجُولِييت فقد ظلت باقية على مدى فترة يزيد طولها عن 300 سنة. وهي تُعدّ قصة تقليدية (كلاسيكية) تعبر أصدق تعبير عن الحب لدى الشباب، وكذا أشعار مجنون ليلى أو قيس لبنى أو عنتر وعبلة في الأدب العربي. كان شكسبير فنانًا ذا موهبة، استخدم في مسرحيته كلمات وعبارات مفعمة بالمعاني. إلا أن الأهم من ذلك هو أن شكسبير أعطى روميو وجولييت قيمًا إنسانية واسعة لا تحدها حدود، ولا يحصرها مكان محدد أو زمان معين. وشخصيات المسرحية أناس حقيقيون يواجهون مشاكل حقيقية. وهم يعبّرون عن مشاعر يمكن للناس أن يشعروا بها في أي مكان وفي أي زمان. ولنفس الأسباب، فإن كتابات روائية مثل جين أوستن مثلاً، تعني الشيء الكثير للقراء المبدعين من أي جيل. فرواياتها: إيما؛ الكبرياء؛ التحامل إنما تعبر عن حقائق موغلة في القدم، وتظهر المهارات الكتابية للمؤلفة. وقد تظل مثل هذه الروايات أثيرة لدى قراء القرن الحادي والعشرين الميلادي كما كانت محببة لقراء القرن التاسع عشر الميلادي. وكل قارئ هو ناقد، وحتى لو قلنا: إنه ليس لدينا رأي حول كتاب معين، فإننا إنما نصدر بذلك حكمًا عليه، وإن كان هذا الحكم ضعيفًا وغير مبني على الكثير من إمعان الفكر. فقدرتنا على إصدار أحكام ذكية على الأعمال الأدبية إنما تنمو وتنضج بتوسع قراءاتنا، ومهاراتنا النقدية، شأن عضلاتنا التي تنمو وتشتد بالاستعمال.
عناصر الأدب
يشمل كل عمل أدبي تقريبًا أربعة عناصر: 1- الشخصيات 2- الحبكة 3- الموضوع 4-الأسلوب. ويحاول كل كاتب جيد أن يوازن بين هذه العناصر لكي يتمكن من إيجاد عمل فني موحّد.
الشخصيات. قد ينحو الكتّاب نحو وصف الأحداث أو الأفكار، إلاّ أن عليهم أن يصفوا كذلك الشخصيات ـ أي الأشخاص أو الأشياء ـ التي تؤثر فيها تلك الأفعال والأفكار. وتمثل الشخصيات نقطة الارتكاز الأساسية في الكثير من الروايات والمسرحيات، وكذلك في السير الغيرية والسير الذاتية، وحتى القصيدة فهي إنما تهتم بالشخصيات، والراوي أو الشاعر هو في الغالب الشخصية الرئيسية في القصة والقصيدة. وعلى الكتّاب أن يعرفوا شخصياتهم حق المعرفة وبعمق، وأن تكون لديهم صورة واضحة عن شكل كل شخصية من هذه الشخصيات وطريقة حديثها وأفكارها. الدوافع تعني الأسباب التي تدفع الشخصيات إلى القيام بأعمال معينة. وعلى الكتّاب أن يتأكدوا من أن الدوافع التي تحرك شخصياتهم إنما هي دوافع واضحة ومنطقية. فالشخصيات في الأعمال الأدبية، كما هي في واقع الحياة، هي التي تقرر الأحداث. فمن الصعب على رؤوف علوان بطل رواية اللص والكلاب لنجيب محفوظ، وعلي بطل رواية ردَّ قلبي ليوسف السباعي، على سبيل المثال، أن يتبادلا مواقعهما. فلو حل رؤوف محل علي لتغيّرت رواية اللص والكلاب، ومثل ذلك رواية ردَّ قلبي . مسرح الأحداث المكان الذي تحدث فيه قصة تلك الشخصيات. فالشخصيات الأدبية، شأنها شأن الأشخاص الذين يقرأون قصصهم تلك، لا يوجدون في الفراغ، بل إنهم يتصرفون بحكم علاقاتهم المتبادلة وبحكم ردود أفعالهم بعضهم إزاء بعض. وهم أيضًا يتجاوبون مع العالم الذي يعيشون ضمن نطاقه. ومسرح الأحداث هو أحد سبل إظهار طبيعة الناس. فلو أن زينب بطلة رواية زينب والعرش لفتحي غانم عاشت في نفس البيئة والظروف التي عاشت فيها الفلاحة بطلة رواية الحرام ليوسف إدريس، لاختلفت طريقة الاستجابة والتصرف إزاء المحيط الذي تعيش فيه كل منهما.
الحبكة. أو ما يسمى عقدة القصة ، تروي ما يحدث لشخصيات القصة، وتبنى حول سلسة من الأحداث التي تجري خلال فترة معينة من الزمن. وتجدر الإشارة إلى أنه لا توجد قوانين معينة لترتيب الطريقة التي تقدَّم بها تلك الأحداث. وللحبكة الموحدة بداية ووسط ونهاية، أي أن الكاتب يقودنا من موقع ما (شخصية تواجه مشكلة معينة) عبر مسار ما (الشخصية وهي تواجه تلك المشكلة) إلى موقع آخر (الشخصية وهي تتغلب على، أو تغلبها تلك المشكلة). أما بالتعبير الأدبي فيمكننا القول: إن القصة تبدأ بعرض جوانب القصة، ويتلو ذلك تصاعد الحدث، ثم وصوله إلى الذروة وحل عقدة الحدث أو النتيجة النهائية. والكشف هو سرد لخلفية القصة ووضعيتها. أما تصاعد الحدث فهو يبنى على أساس المادة المطروحة وهو الذي يولد عناصر التشويق، أو ما يمكن أن يوصف بأنه رغبة القارئ في معرفة ما سيتلو من أحداث. أما الذروة فهي قمة مواضع الإثارة والتشويق، بينما يمثل حل عقدة الحدث نهاية القصة.
الموضوع. هو الفكرة الأساسية أو الرئيسية التي يُعبر عنها عمل أدبي ما. وهو يتطور بالتفاعل بين شخصيات القصة وحبكتها. وقد ينحو الموضوع نحو تحذير القارئ بأن عليه أن ينتهج سبيلاً أفضل أو مساراً آخر في حياته. وقد يعلن أن الحياة مجدية أو غير مجدية. ويجاهد الكتّاب ذوو الأصالة لإنتاج أعمال تعبِّر تعبيراً صادقًا عن المشاعر أو العواطف الصادقة. وهم يتجنبون العاطفية التي تعني المبالغة في الأحاسيس، والكاتب ذو المشاعر الصادقة لا يحرص على إملاء وجهة نظره على القارئ. والقصة الجيدة هي تلك التي تقود القارئ إلى الاستنتاج الذي يريده الكاتب.
الأسلوب. هو الطريقة التي يستخدم الكاتب بها الكلمات في صياغة الأدب. إنه تتابع الكلمات واحدة بعد الأخرى وتتابع الفقرات بعضها وراء بعض. وتجدر الإشارة إلى أننا قلما نستمتع بشخصيات القصة، أو حبكتها دون أن يكون أسلوب الكاتب نفسه ممتعًا أيضًا. فالطريقة التي يكتب بها الكتّاب هي جزء مما يريدون قوله. ومنذ الكلمة الأولى إلى الكلمة الأخيرة، يجب على الكاتب أن يحل المشكلات المتعلقة بالأسلوب، بالإجابة عن أسئلة مثل: ما نمط الكلمات التي سأستخدمها؟، وكيف سأقدم التفاصيل؟، وهل ستكون الفقرات طويلة أو قصيرة؟. وجهة نظر الكاتب هي الطريقة التي يعرض بها قصته وهي جزء آخر من وجوه الأسلوب. وقد يلجأ الكاتب لرواية القصة بصيغة المتكلم (أنا) وكأن الرَّاوي هو شخصية رئيسة أو ثانوية في القصة. وقد يلجأ الكاتب إلى التحدث بصيغة الغائب (هو) أو (هي) حيث يعزل الرَّاوي نفسه عن الشخصيات ليتولى وصف الحدث. وفي صيغة الغائب ذات وجهة النظر (المحدودة) يصف الكاتب الأحداث كما قد تراها وتسمعها شخصية واحدة فقط. أما في صيغة الغائب (الموجود في كل مكان) أو العارف بكل شيء فإن الكاتب يروي ما يدور في ذهن شخصيات عديدة وما تحس به كل واحدة من هذه الشخصيات من مشاعر
أساليب المعالجة الأدبية
كلمة معالجة تعني هنا سبيل الاتصال، وهي في الأدب تعني النهج الذي ينتهجه الكتّاب لإيصال ما يريدون التعبير عنه إلى القراء. ويمكن للكاتب أن يلجأ إلى واحد من أربعة أساليب من المعالجة وهي: 1- الشرح 2- المناقشة 3- الوصف 4- السرد. وهدف الكاتب هو الذي يحدد نمط المعالجة الذي يريد انتهاجه.
الشرح. هو الإجابة عن سؤال واقعي أو متخيَّل، وهو نهج الكاتب في عرض الوقائع، أو تفسير ماهية شيء ما، وكيفية قيام هذا الشيء بمهمته، أو مدى أهميته. والموسوعة العربية العالمية ـ هذه ـ تحوي مقالات عدة من هذا القبيل، كهذه المقالة.
المناقشة. هي التي تحاول إقناع القارئ بموقف ما، أو دفعه لمشاركة الكاتب في وجهة نظره. وقد يحاول الكاتب تغيير وجهة نظر القارئ باللجوء إلى حجج تخاطب العقل والعاطفة، أو كليهما معًا.
الوصف. يُستخدم الوصف لما يريد الكاتب من القارئ أن يراه. ويلجأ الكتّاب إلى الوصف حين يريدون الكتابة عن مظهر شخص ما، أو شيء ما كتفاحة أو بناء مثلاً. ويخاطب الكاتب عن طريق الوصف حواس اللمس والذوق والشم و السمع لدى القارئ، وينجح الكاتب في إبداء مهارته في الوصف، إذا أحس القارئ بماهية الموضوع الموصوف.
السرد. هو رواية الحدث، أو مايقع من أحداث. فهو يروي للقارئ ما يحدث. وإذا كنا نعتبر الوصف صورة، فإن السرد هو بمثابة صورة متحركة. وقد يلجأ الكاتب أو الشاعر إلى أنماط الخطاب الأربعة هذه في قطعة أدبية واحدة. فمثلاً مسرحية مصرع كليوباترا لأحمد شوقي أو حتى معلقة امرئ القيس، أو قصائد البحتري أو الشاعر الحديث محمود حسن إسماعيل أو رواية دعاء الكروان لطه حسين أو السلطان الحائر لتوفيق الحكيم، كل هذا قد يستخدم فيه الكاتب أو الشاعر أنماط الخطاب الأربعة السابقة.
عالَم الكاتب
لا يمكن للعمل الأدبي أن ينفصل انفصالاً كاملاً عن الإنسان الذي أبدعه. فعلى الكتّاب أن يكتبوا بناءً على خبراتهم الخاصة الحقيقية وصورهم المتخيَّلة. أما ـ نحن القراء ـ فيمكننا أن نوسع من مداركنا الأدبية بالتعمق في عالم الكاتب.
العالم الخارجي للكاتب. ليس هناك مؤلِّف يكْتُب من فراغ، بل إن الحقبة الزمنية والمجتمع الذي يعيش فيه هذا المؤلف، وأعمال غيره من الكتاب، إنما تؤثر فيه . لقد نشأت أعظم المساهمات الأدبية في الأغلب كردود أفعال إزاء الظروف الاجتماعية التي سادت في عصرهم. فكتابات مارتن لوثر و جون كالفن، أثَّرت، وتأثرت في الوقت نفسه، بحركة الإصلاح البروتستانتية في القرن السادس عشر الميلادي؛ ومثلها أعمال عبد الرحمن الشرقاوي التي تناولت ألوان الظلم، مثل رواية الأرض وأعمال يوسف إدريس التي تناولت القهر والفقر. كما أنه كان من شأن بيرسي بيش شيللي مثلاً أن يتمرد على أي مجتمع يعيش فيه. غير أن الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في إنجلترا في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي أتاحت المادة اللازمة لطبيعة شيللي المتمردة.
العالم الداخلي للكاتب. هناك عوامل أُخرى تؤثر على كتابات الكاتب، وهذه العوامل تشمل: نشأته وماضيه ومكوناته واهتماماته ومقتنياته المادية والإعاقات البدنية التي ربما كان يعاني منها. وكذلك علاقات الكتّاب الشخصية، داخل بيوتهم، ومع أسرهم وأصدقائهم وأعدائهم، تصبح كلها مادة لفنهم. فمن شأن كتابات تشارلز لامب مثلاً أن تكون مختلفة لو أنه لم يكن عليه أن يرعى أخته ماري، ولو أنه لم يكن عازبًا، وكان شعر شوقي سيختلف حتمًا لو لم يكن مقيمًا في قصر الخديوي، وكتابات طه حسين كانت بالضرورة ستختلف لو لم يعان الحرمان والعاهة. وكانت كتابات دوستويفسكي ستختلف لو لم يكن يكابد الصرع والديون. وبصفة عامة فإن الوحدة في عمل كاتب ما أكثر تحققًا ووضوحًا من الوحدة في الأعمال الأدبية بمجملها في حقبة ما. فأعمال جون دون المبكرة والمتأخرة مثلاً إنما تُظهر جميعًا الجوانب الأساسية لشخصيته، وهذا القول صحيح على الرغم من أنه لقّب باسم جاك المجنون في أوائل حياته والدكتور جون في فترة نضجة.
موقف الكاتب. لا يمكننا إصدار أحكام عامة ونهائية بشأن أعمال أي كاتب، وكذلك لا يمكننا القول مثلاً إن طه حسين كان مقاومًا على الدوام أو أن شوقي كان مهادنا للسلطة دائمًا، إلا أنه يمكننا التعرف على موقف الكاتب من الحياة. وربما كان الوصف الذي يستعمل غالبًا لتحديد موقف الكاتب، هو إما خيالي أو واقعي. الكُتَّاب الخياليون مغرمون بكُل ما هو غير مألوف وفاتن وغريب في بني آدم وفي الطبيعة. وهم يثورون على كل ما هو تقليدي في الأفكار والأفعال، ويؤكدون على أهمية الفرد. الكتاب الواقعيون هم أولئك الذين يعالجون الأمور المألوفة بدلاً من غير المألوفة. ويحاول هؤلاء الكتّاب أن يسجلوا وقائع العالم كما يرونها بالفعل، حتى بسماتها غير المستحبة. وهم يرغبون في تقديم أفكارهم بوصفها وثائق موضوعية. يستخدم النقاد تعبيرات الرومانسية والواقعية في كثير من الأحيان لوصف حركات أدبية اكتسحت أوروبا في القرن التاسع عشر الميلادي. وتأثّرت بها آداب عالمية كثيرة كالأدب العربي، ولمناقشة هذه الحركات يمكن مراجعة الجزء المتعلق بالنبذة التاريخية في هذه المقالة