تحول منزل المواطن الفلسطيني سليمان الزواهرة من بلدة بيت ساحور، قرب مدينة بيت لحم بالضفة الغربية والمحاذي لمستوطنة أبو غنيم خلال السنوات الأخيرة، إلى وجهة لعشرات الصحفيين ووسائل الإعلام بعد أن تمكن بصموده من حماية نحو ألف دونم من أراضي البلدة كانت مهددة بالمصادرة لصالح الجدار العازل.
وذاق الزواهرة الأمرين من صنوف العذاب والمعاناة على أيدي قوات الاحتلال التي استخدمت معه أسلوبي الترغيب والترهيب لإجباره على ترك منزله، لكنه أبى وظل صامدا رغم إجراءات الاحتلال وتهديداته.
مراسل الجزيرة نت زار المواطن وشاهد عن قرب كيف تغير مسار الجدار والتف كالأفعى حول منزله وأحاط به من الجهات الغربية والشمالية والشرقية، ولم يترك له سوى طريق يربطه ببلدته بيت ساحور من الجهة الجنوبية.
التفاف الجدار حول المنزل في بلدة بيت ساحور (الجزيرة نت)
ترغيب وترهيب
يقول الزواهرة (52 عاما) إن معاناته مع الاحتلال بدأت قبل نحو أربعة عشر عاما حين شرعت القوات الإسرائيلية في إقامة مستوطنة جبل أبوغنيم موضحا أنها أخطرته عدة مرات بهدم منزله وطلبت منه إخلاءه بحجة أن المكان جزء من القدس، لكنه رفض.
وأضاف أنه اشترى قطعة الأرض من ماله وبنى منزله وصبر خمسة أعوام دون مياه أو كهرباء، ثم بدأت معاناته مع الشروع في بناء المستوطنة قبل أربعة عشر عاما ثم الشروع في إقامة الجدار العازل السلكي قبل أربع سنوات والذي صادر من أرضه نحو دونمين.
وأوضح المواطن أن جيش الاحتلال عرض عليه مبالغ مالية كبيرة مقابل التخلي عن منزله وبيعه بهدف ضمه ونحو ألف دونم أخرى من أراضي بيت ساحور للجدار لكنه رفض، مشيرا إلى أنه هدد أيضا أكثر من مرة بهدم المنزل ونفذت الكثير من عمليات الاقتحام لمنزله بهدف تخويفه.
وأكد الزواهرة الذي كان يعمل مسّاحا أن سلطات الاحتلال تواصل الضغط عليه حيث تمنع عائلته المكونة من ستة أفراد من الوقوف أمام منزلها من ثلاث جهات حيث الجدار الذي لا يبعد عن المنزل سوى عدة أمتار بحجة أن محيطه منطقة عسكرية مغلقة، كما يتعمد الجيش الوقوف بجوار المنزل ليلا وإطلاق الصافرات والأصوات المزعجة.
ويعتب المواطن الفلسطيني على التقصير الرسمي والشعبي معه، مؤكدا أنه خاض المعركة القضائية ومعركة الصمود وحده دون أن يتلقى دعما حقيقيا على المستويين الرسمي والشعبي.
ويقول إن عشرات المواطنين فقط يمكنهم أن يدافعوا عن الأرض ويوفروا الحماية لها من الجدار بصمودهم إذا وجدوا الحد الأدنى من الدعم الرسمي والشعبي، وصمود أبنائهم وعائلاتهم.
حرية رغم الجدار
لم يستسلم الزواهرة للجدار العازل بأن يتمسك بحقه فقط بل كله ثقة بأن ساعة الحرية قادمة، ومن هذه القناعة قام بالتعاون مع جمعية الحياة البرية ومن على سطح منزله بإعادة إطلاق صقر إلى الطبيعة.
وشدد على أن حب الأرض والوطن هو الذي يدفعه للبقاء رغم المعاناة، معربا عن ثقته بأن الجدار والاحتلال إلى زوال رغم أعمال البناء والحفريات المستمرة ليل نهار بالمستوطنة التي لا يبعد عنها سوى عشرات الأمتار.
من جهته يقول مدير الجمعية عماد الأطرش إن الصقر تبرع به المواطن جواد فرارجة وتمت عملية إعادة إطلاقه للطبيعة من منزل الزواهرة كدعم معنوي، ولإظهار فكرة الصمود والتوق للحرية التي يتطلع إليها.
ورأى الأطرش أن الحصار والأسلاك والتضييق لا يمكنها أن تحرم الفلسطيني من حلمه في الحرية، أو ينال من عزيمته أو حبه لوطنه وأرضه وبلاده.
الجزيرة نت
نــــــــــــــــــــور العراق :
هذا المواطن لايملم بندقية ولا مدفعا
يملك سلاحا اقوى من هذا
يملك ايمانه بالله
وحبه لوطنه وارضه التي شربت من عرقه
هذه رسالة صفعة
لكل ضمير خائن
يبيع ارضه
ورسالة صفعة
لكل من يساوم على ارض الوطن
من اجل مصالحه